صناعة الكتاب الرقمي






تصنع الكتب الرقمية بطرق مختلفة، أهمها:
استخدام الماسح الضوئي وتحويل صفحات الكتاب الورقي إلى صور، أو يمكن جمع هذه الصور في ملف بنسق pdf.
استخدام الماسح الضوئي وتحويل الكتاب إلى نص من حروف وكلمات، ووضع النص في أي نسق مثل pdf.
كتابة مباشرة (على برنامج word مثلاً) ثم تحويله إلى نسق pdf أو نشره كنسق html أو برمجته ليصبح كنسق chm.
وقد ظهرت شركات متخصصة لإنتاج جهاز يسمى القارئ الرقمي، منها شركة أمازون Amazon، وهى شركة أمريكية متعددة الجنسيات متخصصة فى تجارة الالكترونيات، مقرها في سياتل واشنطن، أسسها جيف بيزوس عام 1994 وأطلقها على الشبكة العالمية عام 1995، وتعد أكبر شركة في العالم لبيع الكتب الرقمية على الشبكة العالمية.
وقد أنتجت الشركة جهاز Kindle وهو جهاز بحجم الكتاب، يتسع لآلاف الكتب الرقمية، ويمكن حمله بسهولة، وهو مزود بشاشة وأشرطة لمس تساعد القارئ على قراءة الكتاب الرقمي وتصفحه بيسر، ويمكن وصله بالحاسوب الشخصي، وتحميل الكتب المطلوبة، وتم تطوير بعض هذه الأجهزة، وأصبح بالإمكان تقليب صفحات الكتاب بلمسة من الإصبع، بما يعطي القارئ الإحساس بأنه يقرأ في كتاب ورقي، بل إن بعض هذه الأجهزة المتطورة لها ملمس الكتاب نفسه، لإرضاء من يفضلون القراءة في كتاب ورقي.
وقد أنتجت شركة Amazon  عام 2009 جيلاً جديداً من جهاز القراءة للكتب الرقمية Kindle تحت اسم Kindle DX ويمتاز الجهاز الجديد بمساحة تخزينية تصل الى 3.3GB وهذا يساعد على اتساعه لـ3500 كتاب، ويمكن نقل ملفات pdf  إليه مباشرة، وقد أصبحت مساحة الشاشة فيه 9.7  انش، وبإمكانه استعراض الكتب الرقمية بالوضع العادى أو الوضع المائل العريض Lan dscape ويباع الجهاز بحوالي خمسمئة دولار، وتعمل كثير من الشركات الأخرى على إنتاج أجهزة قراءة متطورة، منها: قارئ الكتب Cybook Gen3   من  شركة Bookeen  وقارئ الكتب eBookwise-1150 من شركة eBookwise وقارئ الكتب  eBookmanمن شركة Franklin، وقارئ الكتب Kindle من شركة Amazon.com وقارئ  الكتب Sony Reader من شركة Sony وقارئ الكتب iLiad من شركة iRex.
 وتسعى مؤسسات صحفية كبيرة إلى توظيف أجهزة القراءة الرقمية لتوزيع صحفها ونشر إعلاناتها وتوفير ملايين الدولارات التي تنفقها على الطباعة الورقية والنشر والتوزيع، والتعويض عن تراجع انتشار الصحيفة في إصدارها الورقي بعد إقبال الناس على القراءة في المواقع الرقمية، ومنها صحيفة نيويورك تايمز.

قضايا الكتاب الرقمي في الوطن العربي:
هناك مشكلات خاصة بالواقع العربي يعاني منها الكتاب الرقمي، وهي نتاج واقع المجتمعات العربية ومشكلاتها وخصائصها المميزة، وسوف نجملها فيما يلي، وهي لا تخص مجتمعاً بعينه إنما تشمل المجتمعات العربية كلها:
1.   ما تزال تكلفة الدخول إلى المواقع عالية بالنسبة إلى دخل المواطن، وليس في أي مجتمع عربي خط شبكة عالمية مفتوح طوال اليوم مجاناً لمن يريد الدخول إليه كما هو الحال عليه في بعض الدول الأوربية.
2.   ما تزال نسبة المتعاملين مع الشبكة العالمية محدودة جداً ولا تشكل سوى نسبة 8% من السكان في الوطن العربي بسبب انتشار الأمية والفقر والبطالة.
3.   معظم المواقع العربية على الشبكة العالمية مواقع أدب ودين وغناء وجنس، وقليلة جداً بل نادرة هي المواقع العلمية، ولاسيما في العلوم الحديثة.
4.   قلة عدد الشركات المخدّمة، وغالباً ما تكون شركات حكومية رسمية أو ليست حرة.
5.   قلة عدد مقاهي الشبكة العالمية قياساً على عدد السكان وارتفاع أجرة التعامل معها.
6.   كثيراً ما تتدخل الرقابة في المجتمعات العربية فتحجب بعض المواقع وتمنع الدخول إليها.
7.   قد يبدو عدد الداخلين إلى أي موقع من المواقع كبيراً نسبياً وفق الإحصاء في الشبكة، ولكن الدخول لا يعني بالضرورة القراءة والإفادة والممارسة، وغالباً ما يعني مجرد الاطلاع والتصفح السريع بعيداً عن القراءة والإفادة، بدليل غياب التعليقات المعمقة والنقد الجاد، وظهور تعليقات انطباعية سطحية سريعة وفي كثير من الحالات تكون سخيفة.
8.   غياب حق الملكية، وظهور فوضى في الشبكة العالمية، وأخذ بعض المواقع من بعضها الآخر من غير استئذان، مما يمكن أن يعد حرية وشيوعاً للمعرفة، ومما يمكن أن يعد أيضاً سرقة وضياعاً للحقوق.
9.   ضعف التقنية الفنية للمواقع والمخدّمات أو مزودات الخدمة، والافتقار إلى الدقة، وغياب التوثيق العلمي والتاريخي، والتوقيع الشخصي والاسمي، إذ لا يمكن أن تعد الكتب الرقمية المنشورة في المواقع مصدراً بحثياً للدارس والباحث.
10.   غياب التبادل للمعلومات وفق شبكة موحدة بين أقطار الوطن العربي.
ولكن على الرغم من كل ما تقدم، فإن الكتاب الرقمي سيبقى قفزة نوعية، قد توازي في أهميتها اختراع الأبجدية واختراع المطبعة، أو قد تكون أكبر منهما في الأهمية، ولعل أهمية الكتاب الرقمي تكمن في اتساع القاعدة الشعبية واتساع المادة العلمية، ومثل هذين البعدين لا قيمة لهما في ذاتهما إذا لم يتحولا إلى فعل وعمل، ومما لا شك فيه أن هذين البعدين سيقودان إلى فعل تغييري، ولكنه قد يحتاج إلى بعض الوقت، ومع ذلك فإن مسار التغيير لا يمكن تحديده، أو التنبؤ به، إذ يمكن في بعض الحالات توجيهه والسيطرة عليه، ولكن في كثير من الحالات لا يمكن ذلك، وهنا لابد من طرح تصور لمستقبل النشر الكتاب الرقمي، وتقديم بعض الاقتراحات العامة التي تشمل الوطن العربي أيضاً ولا تخص قطراً بعينه، ومنها:
1.      فتح الباب واسعاً أمام جميع الشركات المخدِّمة للشبكة العالمية.
2.      تخفيض سعر الاشتراك في خدمة الشبكة العالمية وأجرة الدخول إليها بل جعلها مجانية.
3.      إلغاء الضرائب الجمركية على الحاسوب وكل ملحقاته ومعداته، وفتح الباب واسعاً أمام استيراده، والعمل على تصنيع بعض قطعه أو تجميعها في داخل الوطن العربي.
4.      إدخال الحاسوب والتعامل معه مقرراً درسياً في المراحل التعليمية كافة، وهو ما أخذت به بعض الدول العربية .
5.      إنشاء مواقع علمية متخصصة في العلوم البحتة، ومواقع للبحوث والدراسات الاستراتيجية.
6.      توثيق المعلومات وتسجيلها باسم أصحابها، وحفظ حقوق المواقع أو السماح بالنقل والاقتباس في حدود، ووضع ضوابط وشروط من أجل الدقة والأمانة.
7.      تعميم الحواسيب على مؤسسات الدولة كلها، وجعله الوسيلة الأولى للتعامل والتواصل في داخل كل مؤسسة، من أجل تحقيق وعي إلكتروني وممارسة إلكترونية في الحياة، ومن أجل تحقيق الخطوة التالية.
8.      السعي سريعاً إلى حوسبة مؤسسات الدولة، أي ربط الوزارات والمؤسسات بشبكة داخلية تجعل التواصل بين مؤسسات الدولة ووزاراتها عبر الحاسوب، والسعي إلى إلغاء المادة الورقية أو الإقلال منها ما أمكن توفيراً للوقت والجهد والمال وتحقيقاً لسرعة العمل والإنجاز والتخلص من التراكم والتأخير.
9.      إنشاء مكتبة رقمية عربية في كل قطر من أقطار الوطن العربي، وإنشاء مكتبة رقمية عربية موحدة تشمل كل المكتبات الرقمية في الوطن العربي.
10. إنشاء مركز معلومات رقمي وطني في كل قطر من الأقطار العربية، وإنشاء مركز معلومات قومي وشبكة معلومات عربية تشمل أقطار الوطن العربي وتوحد فيما بينها على مستوى الحواسيب والمعلومات بحيث يمكن تبادل المعلومات عبر تلك الشبكة بين المؤسسات والوزارات والجامعات والدخول المفتوح إلى مواقع كل دولة وهو ما يحقق الوحدة العربية .
11. نهوض الدول العربية الغنية بتبني مشروع شبكة المعلومات والمكتبة الرقمية العربية، ودفع تبرعات خاصة لتعميم الحاسوب في الدول العربية الفقيرة، إلى جانب ما تقوم به من بناء الفنادق الفخمة وما تقوم به أيضاً من إنشاء قنوات فضائية .
12. من الضروري تزويد المدارس والجامعات بالحواسيب للطلاب والمعلمين جميعاً، وإنشاء مكتبات رقمية، ومثل هذه الخطوة لا تقل أهمية عن تزويد الجيش بالسلاح وشبكة الرادار والاتصال، وليست أكثر كلفة من بناء الجيش وتسليحه.
إن المستقبل مفتوح أمام الحاسوب وشبكة الاتصالات العالمية والكتاب الرقمي والمكتبة الرقمية، وهو الذي سيفتح أبواب المستقبل، ولكن لا بد من التخطيط والبرمجة والعمل، ولا يمكن الركون إلى الزمن وحده، لأن الزمن يمر ويمضي، والقيمة للعمل في الزمن ولا يمكن أن يحقق العرب النهضة الصحيحة ما لم يدخلوا الدخول العلمي الصحيح إلى القرن الحادي والعشرين من خلال الحاسوب وشبكة المعلومات والكتاب الرقمي.

























































No comments