سلسلة كتب الخيال العلمي ويليام جراهام الحالم الكتاب الأول: ويليام جراهام وممالك العالم المتوازي




سلسلة كتب الخيال العلمي : ويليام جراهام الحالم: (Arabic Edition ) (ويليام جراهام وممالك العالم المتوازي Book 1) by [Al Fiqi, Haytham]

الوصف


قصة لشخص هادئ الطبع وسيم الطلعة لايستطيع التعبير عن عواطفه بسبب خجله الشديد وقلة تجاربه ويصطدم دائما بالمجتمع من حوله بشخصياته المختلفة لم يختبر يوما معنى الحب وكان دوما مثار للسخرية من أقرانه...
أحب العديد من الحسناوات أثناء فترات دراسته ولكنه لم يحظى ولو بفرصة واحدة للتعبير عما يجيش به صدره إلى أيا منهن ...حياته تكاد تكون من وجهة نظرة مملة واعتيادية على الرغم من أنه يعيش مع أمه التي تحبه كثيرا ...كان والده قد قضى نحبه أثناء خدمته كضابط بالجيش الأمريكي في أحد التدريبات العسكرية..تعلم من والده طريقة للاسترخاء أدخلته إلى عالم روحي وزاد من ذلك أنه قابل بمحض الصدفة أحد الباعة الجائلين واشترى منه كتاب غريب وقديم , وأثناء قراءته لهذا الكتاب اختبر تجارب عديدة خيالية لا يتصورها عقل وقام برحلات عديدة قابل خلالها شخصيات متنوعة , ولأول مرة في حياته يتحرر من عقدة الخجل الذي تعارضه في جميع مواقف حياته ويؤثر في تلك الشخصيات ويتأثروا به وتساعد ممارساته التي تعلمها في هذا الكتاب والتجارب التي مر بها في تبديل حياته جذريا وصقل شخصيته ويبدأ في النظر إلى حياته بمنظور جديد ..
لايفوتنك قراءة هذه الرواية الهادفة فستتعلم منها الكثير والكثير وستبدأ في اكتشاف جانب جديد من حياتك ربما لم تفكر فيه من قبل أو تتصور حدوثه ....




الفصل الأول


 


الوميض


--------------------



رأى ويليام مشهد مهيب تسير فيه معظم الحيوانات من مختلف الفصائل جنبا إلى جنب الأسود والنمور والضباع والسباع والذئاب والفيلة والغزلان والجمال والزواحف رآها تسير بجوار بعضها البعض وتطير فوقهم الطيور من مختلف الأجناس ومعهم الآلاف المؤلفة من الأشخاص العراة الصدور رجالا ونساء ويخفى عوراتهم فقط أوراق الشجر, كان هؤلاء الأشخاص يشبهون إلى حد كبير الأشخاص اللذين عاشوا في العصور الحجرية , وكان هذا الحشد الرهيب يسير بين جبلين شاهقي الارتفاع أسفلهما نهرا عذبا يمتد إلى مرمى البصر تطفو عليه مراكب بدائية يعتليها الرجال والنساء ويسير على سفح الجبلين على كل شبر منهما الحيوانات جنبا إلى جنب مع الأشخاص , كان ويليام يراقب المسيرة من أعلى ربوة على سفح أحد الجبلين وتبادر إلى ذهنه تساؤل إلى أين يسير ويتوجه هذا الحشد الرهيب وجائت الإجابة إلى عقله فورا , إلى محاكمة بابلون!!وتعجب من ذلك,فجأة وجد ويليام نفسه في النهر واقفا على حافته ويبتسم له أحد الأشخاص من الحشود الضخمة وكان هذا الشخص على مقربه منه بجوار أحد المراكب البدائية , وفجأة ظهرت من داخل النهر أفعى سوداء ورآها تزحف برأسها وجسدها نحوه وشاهد بملء عينيه ذراع الشخص الذي كان ينظر إليه منذ برهة وقد تحول إلى أفعى أكبر من التي تزحف نحوه وتنقض عليها بضراوة لتقضي الأفعى التي كانت تزحف نحوه  نحبها وتغوص داخل النهر, تعجب ويليام مما رأى خاصة وأن أيا من الحشود الضخمة لم يلتفت لما حدث واستمر الجميع في السير في الاتجاه اللذين يسيرون فيه وكأن شيئا لم يحدث ,"ويليام حان الوقت لكي لتستيقظ"



 سمع ويليام هذه العبارة وهو يقف في النهر فقد ترددت على مسامعه , فجأة اختلف المشهد بأكمله الذي كان يقف فيه بالنهر من أمام نظره ووجد نفسه في مضجعه والى جواره امرأة بالغة الحسن والجمال نائمة إلى جواره ," ويليام حان الوقت لكي تستيقظ " ترددت هذه العبارة مجددا على مسامعه وإذا بالمرأة يراها تنهض من الفراش من جواره وتقوم بتغيير ملابسها أمامه , وكان ينظر إلى جمالها دون أن ينطق بكلمه واحدة وفور أن انتهت قالت له المرأة وداعا سأشتاق إليك " ويليام حان الوقت لكي تستيقظ "



 سمع هذه العبارة هذه المرة فقط ففتح عينيه وطالع سقف غرفته ورأى قليل من ضوء النهار يتسلل إلى غرفته من خلال النافذة , تفكر قليلا وتوصل عقله إلى أن ماعايشه وشاهده لم يكن سوى حلما أعقبه حلم آخر , رفع ظهره من على فراش مضجعه وقام من موضعه ليجلس على سريره ومد قدماه على أرض غرفته فشعر ببرودة الأرض , عاود رفع قدماه مره أخرى على سريرة وجلس يتذكر الحلمين المتعاقبين الذي رآهما وغرابة أحداثهما.



لم تكن هذه المرة الأولى الذي يرى فيها ويليام في منامه تلك الأحلام فكان يرى ومنذ نعومة أظافره العديد من الأحلام الغريبة التي تحتاج إلى تفسير وكان التفسير الوحيد الذي أقنعه ما قالته له والدته سوزان من أنه يتمتع بشفافية عاليه شأنه كشأن جدته لأمه وأن هذا الأمر وراثة في العائلة ولكثرة مثل هذه الأحلام توقف عن سردها لأمه أو لأي أحد كان وتعود عليها ولكنه في هذه المرة لم يسبق له وأن استمر في حلم كهذا الذي رآه أو الحلم الذي أعقبه كل هذا الوقت الطويل .



 "ويليام حان الوقت لكي تستيقظ" سمع ويليام والدته سوزان تقول هذه العبارة فرد ويليام على والدته بصوت أعلى وقال لقد استيقظت يا أمي وبعدما رد ويليام على والدته نهض فورا من على مضجعه وتوجه إلى دورة المياه ليقضى حاجته ويغتسل استعدادا للذهاب إلى عمله وفور أن انتهى ويليام من قضاء حاجته توجه إلى حوض المياه وفتح صنبور المياه وأدخل كفتا يديه تحت الماء وبدأ في غسل وجهه وبعد أن انتهى أمسك بفرشاة أسنانه ووضع عليها معجون الأسنان وبدأ في تنظيف أسنانه وأثناء ذلك طالع نفسه في مرآة الحوض .



 كان ويليام في الخامسة والعشرين من عمره وسيم الطلعة بني العينين أبيض البشرة أسود الشعر مفتول العضلات يشبه أباه جراهام إلى حد كبير وكان أبوه قد قضى نحبه أثناء خدمته بالجيش الأمريكي بأحد التدريبات العسكرية وكان ويليام آنذاك في الثالثة عشر من عمره وتفرغت والدته سوزان منذ ذلك الحين لتربيته وإعالته والاهتمام بدراسته وعلى الرغم من أنها كانت من الحسناوات وكان يمكن لها أن تواعد آخر إلا أنها عزفت عن المواعدة لأنها كانت تحب والده جراهام حبا شديدا وحزنت كثيرا عليه واتشحت بالملابس السوداء لفترة طويلة من الزمن , وكانت توفق بين عملها بمصنع النسيج بمدينة تشارلستون بولاية كارولاينا الجنوبية وبين رعاية ويليام وكانت تواظب على الذهاب بصحبته إلى الكنيسة للصلاة فقد كانت وما زالت من المسيحيات الملتزمات بتعاليم الدين المسيحي ولم تكن تختلط به كثيرا مع أحد فقد كانت قليلة الكلام فنشأ ويليام انطوائي واستمر كذلك معظم فترات حياته, كانت أسرة ويليام تعيش بمدينة تشارلستون منذ زمن بعيد وهى ثاني أكبر مدينة في ولاية كارولاينا الجنوبية بعد عاصمتها كولومبيا وقد سميت بهذا الاسم تبعا لاسم الملك تشارلز الثاني ملك انجلترا وهى تحمل لقب المدينة المقدسة أو الباليمتو , وتذكر ويليام كيف أن والدته سوزان ومن فرط حساسيتها وحزنها الشديد على والده جراهام وتحملها لمسئولية تربية ويليام وإعالته والاهتمام بدراسته أثر ذلك كله على نفسيتها , وتذكر كيف أنه كان يستيقظ من النوم فزعا على صوت نحيبها وبكائها المستمر على فجيعتها في والده جراهام والذي كانت تحبه حبا شديدا , وكيف أنها كانت تحرص حرصا شديدا عليه وتخاف عليه وتراقبه مراقبه لصيقة فترافقه إلى مدرسته حينما يذهب إليها وتنتظره أثناء إيابه من المدرسة لترافقه إلى المنزل وكيف أنه كان يثور أحيانا على هذا النمط وعلى هذا المسلك منها إلا أنه ولفرط حبه لها وعلمه بأنها حين تفعل ذلك فلأنها تحبه وتحرص دائما على الحفاظ على سلامته , فكم من المرات العديدة انفجرت من البكاء وهى تحتضنه قائلة لا أريد أن أفقدك كما فقدت أباك , وتذكر ويليام كيف أن والدته سوزان ألمت بها أزمة صحية شديدة أثرت عليها واضطرت معها إلى التقاعد من عملها بالمصنع , وكيف أنه حزن شديدا وكبيرا على مرضها , وكيف أنه اكتفى فقط بدراسته الثانوية والتحق بالعمل بأحد مطاعم الوجبات السريعة والبيتزا وذلك بدوام كلى ليساعد في دفع فواتير المنزل ويتكفل بكافة متطلبات الاعاشه له ولوالدته سوزان التي تفاقمت حالتها , وكيف أن معظم أقرانه التحقوا بجامعتي تشارلستون الجنوبية وكارولاينا الجنوبية فيما تخلف هو عن الالتحاق بأيا من الجامعتين.



انتبه ويليام لنفسه ممسكا بفرشاة أسنانه وينظف أسنانه وخشي أن يتأخر الوقت عليه من أن يلحق بعمله فانتهى في سرعة من غسل أسنانه وارتدى في عجالة ملابسه وفور أن خرج من باب غرفته دلف إلى المطبخ فوجد والدته سوزان تجلس على الطاولة وقد أعدت له الفطور .



ابتسمت فور رؤيته قائلة له "صباح الخير يا ويليام"

 فاتجه ويليام إليها وهى جالسه وقبل رأسها قائلا "صباح الخير يا أمي"

وجلس في مقابلتها وشرع في تناول طعام الإفطار الذي قامت والدته  سوزان بإعداده له  كان متأخرا عن عمله وأراد أن ينتهي  من تناول طعام الإفطار بسرعة إلا أن والدته سوزان بادرته قائلة بأنه ينبغي أولا وقبل بدأ تناول الطعام وأن يشكرا الرب على هذا الطعام فامتثل لها في حرج فقد كانت والدته سوزان وما تزال وبحق من المسيحيات الملتزمات وتداوم قدر استطاعتها على الصلاة في الكنيسة في أوقاتها وخاصة يوم الأحد وفور أن انتهى ويليام من تناول طعام الإفطار في عجالة فوجئ بوالدته سوزان تسعل سعالا شديدا .

فسألها هل تناولت دوائك يا أمي ؟

فقالت له سأتناوله بعد انتهائي من تناول طعام الإفطار.

 نهض ويليام لإحضار دوائها وأحضره من مكانه وانتظر على الرغم من تأخره عن عمله حتى انتهت والدته سوزان من تناول طعام الإفطار فناولها الدواء وأحضر لها كوبا من الماء فوضعت والدته سوزان قرصان من الدواء في فمها وابتلعتهما عن طريق شربها لكوب الماء وبعد أن انتهت قالت له "شكرا لك ياابنى " انك فتى صالح وبمشيئة الرب ستحقق جميع ماتتمناه وسيحفظك الرب من جميع الشرور ونهضت بعد ذلك من موضعها وسارت إلى جواره حتى باب المنزل لتوديعه وتمنت يوم جيد له .



بعد أن أقفل ويليام باب منزله ورائه وقف أمام الباب يتنفس الهواء العليل كان فصل الصيف قد انتهى لتوه وبدأ فصل الشتاء ونظر إلى السماء فرأى الطيور تطير في السماء في أسراب وكان لها منظر رائع وبديع , كان يحب دوما مراقبتها ويسر قلبه كثيرا برؤيتها , طالع نظره الشارع أمامه يخلو من المارة قاطع حبل أفكاره صوت جاره العجوز روبرت وكان عادته أن يستيقظ دائما مبكرا فقد كان بحارا سابقا إلى أن تقاعد وكانت تربطه علاقة صداقة وطيدة بوالده جراهام حال حياته , كان العجوز روبرت يضع الطعام لكلبه ديجو ويلهو معه , انتبه العجوز روبرت لويليام وأومأ له برأسه قائلا "صباح الخير يا ويليام"

فرد ويليام"صباح الخير مستر روبرت"

سأله روبرت كيف حال والدتك سوزان اليوم؟

 فرد ويليام قائلا إنها بخير وشكره ويليام لسؤاله ونزل ويليام من على درجات سلم منزله ومر بحديقة منزله الصغيرة حتى وصل إلى باب الحديقة الخشبي ففتحه ومر عبره وأغلقه خلفه ثم اتجه صوب الشارع المقابل لمنزله ومشى في اتجاه محطة الباص .

 كان ويليام يرتدى بنطلون جينز أزرق وحذاء رياضي وقميص كاروهات أحمر في أسود , كان ويليام يحافظ دائما على مظهره ويهتم به دوما , كان قد وصل إلى محطة الباص وكان بها العديد من الأشخاص اللذين لايعرفهم ويليام , لم تمر سوى دقائق معدودة حتى ظهر الباص قادما من بعيد في اتجاه المحطة وسرعان ماتوقف أمامها  وفتح باب الباص وصعد شخصان قبل ويليام ثم صعد هو.

 كان جون السائق يعتلى عجلة القيادة فقال له ويليام "صباح الخير جون"

 فرد جون عليه "صباح الخير ويليام أتمنى لك يوم جيد"

 فقال له ويليام وأنت كذلك ووضع ويليام دولار أجرة الانتقال في الصندوق المتواجد بجوار جون ,ثم اتجه ويليام إلى مقاعد الباص وجلس في ثالث صف كما اعتاد دائما بجوار النافذة الزجاجية فقد كان يحب أن يطالع الشوارع والمنازل والأشخاص .



 لم يغادر ويليام ولو لمرة واحدة مدينة تشارلستون ولا حتى في رحلة مدرسية , سار الباص وطالع ويليام ذات المناظر والمنازل التي يمر بها كل يوم أثناء ذهابه وعودته من والى عمله , كان كل شيء يسير من حوله في إيقاع ممل واعتيادي كشأن كل يوم ويكاد يكون روتيني , لم يتغير شيء سوى أنه لم يلحق بذات الباص الذي اعتاد ركوبه دوما في الصباح والذي يقوده ستيف السائق البدين , لم يتأخر ويليام اليوم سوى نصف ساعة وحال ذلك دون لحاقة بذلك الباص , أغلق ويليام عينيه وبدأ في التنفس بعمق شهيق – زفير مع اطالة الزفير وكأنه يتنفس الصعداء مع ملامسة لسانه لسقف حلقه وكرر ذلك ثلاث مرات , كان والد ويليام هو من قام بتعليمه هذه الطريقة في التنفس مرددا على مسامعه كيف أن التنفس بهذه الطريقة يساعد على زيادة التركيز والنشاط , وفور انتهاء ويليام من ذلك التمرين فتح عينيه وفعلا أحس بزيادة في التركيز والنشاط , تفكر ويليام لبرهة وجلس دون حراك فأحس بشيء أثيري له وميض رآه لبرهة أمامه وما لبث هذا الشيء وأن استقر على كتفيه كان يشعر بهذا الشيء ولكنه لا يراه , جمد ويليام للحظة في مجلسه وارتعدت فرائضه خوفا كان إحساس غريبا لأول مره يحس به ويشعر به .

 تبادرت إلى ذهنه أسئلة عديدة ماذا يحدث لي ؟

 ماهذا الوميض الذي رأيته للتو لبرهة يسيرة ؟

وما هذا الشيء الأثيري الذي أشعر به مستقرا على كتفي ؟

 أشعر وأحس بملامسته لكتفي ولكنى لا أراه , ارتعدت فراض ويليام مجددا ولم يجد أي تفسير منطقي للأسئلة التي تبادرت إلى ذهنه فأغلق عينيه وبدأ في ترديد بعض نصوص الإنجيل التي تحفظه من الشرور وبعد أن انتهى منها استعاد رباطة جأشه قليلا , نظر من النافذة ولاحظ أن الباص اقترب من مطعم المأكولات الجاهزة والبيتزا الذي يعمل به فاستعد بالوقوف وتحرك إلى باب الباص الخلفي ووقف أمامه وسرعان ما توقف الباص في المحطة أمام المطعم مباشرة ففتح باب الباص تلقائيا وتحرك ويليام نازلا الثلاث درجات إلى رصيف المحطة , كان يود وأن يعدوا سريعا ولكنه لم يفعل .



 توجه إلى الباب الخلفي للمطعم فالتقى اميلى ربة عمله والتي صاحت في وجهه فور أن رأته لقد تأخرت اليوم ياويليام فاعتذر لها ودخل إلى غرفة العاملين بالمطعم , لم يكن أحدا غيره يعمل بالمطعم فقد اكتفت اميلى به فقط فكانت هي تعمل وحدها بالمطبخ ويقوم هو بتلقي طلبات الزبائن والانتقال بين الطاولات وخلافه , كانت اميلى امرأة في أواخر العقد الخامس من عمرها وكانت تربطها علاقة الصداقة الوطيدة بأمه سوزان ووالده جراهام وكانت على قدر متوسط من الجمال ولكنها كانت تتمتع بطيبة القلب وحسن المعشر وكانت أرملة ولها ابنة وحيدة جامعية تقطن بولاية كاليفورنيا وكانت تسمى مارى ولم يسبق لويليام وأن رآها من قبل .



كان ويليام يشعر بالغرابة والارتباك لما تعرض له بالباص وكانت تظهر على وجهه علامات الهلع ولاحظت اميلى فيه ذلك وفور أن ارتدى ويليام ملابس العمل الذي يظهر عليه شعار المطعم سار بين الطاولات والكراسي لينسقها وينظفها وبادرته اميلى بالسؤال "هل أنت بخير ياويليام"؟

 فرد عليها ويليام قائلا أنا بخير ولكنى أشعر ببعض الإرهاق والتعب فقالت له حسنا وسألته مجددا كيف حال والدتك سوزان ؟

 فأجاب عليها بأنها بخير فردت عليه اميلى وقالت أرجو أن تبلغها تحياتي وقالت له أرجو ألا تتأخر عن العمل مجددا أنت تعلم أنني أعتمد عليك في إدارة المطعم فاعتذر ويليام لها وقال لها بأنه يعدها أنه لن يتأخر عليها مرة أخرى.



كان رواد المطعم قد بدأوا لتوهم في التوافد عليه وجلس بعضهم على الطاولات وبدأوا في طلب الطعام والوجبات فبدأ ويليام في مباشرة مهام عمله بالترحيب بهم وسؤال من يعرفه منهم عن أحواله كشأنه معهم كل يوم , حاول ويليام التركيز في عمله قدر الإمكان وتدريجيا انغرق فيه حتى نسى الموقف الذي كان قد تعرض له بالباص.



فجأة دخلت إلى المطعم فتاة فائقة الحسن والجمال جسدها ممشوق القوام شعرها كستنائى أصفر وعيناها زرقاوان وملامحها جميلة جدا يود من ينظر إليها وأن يطيل في النظر كي يتمتع بهذا الجمال الرباني,وسارت الفتاة حتى توقفت أمام ويليام كانت ترتدي شورت جينز قصير فوق الركبة وقميص أحمر ونظارة شمسية سوداء قامت برفعها عن عينيها فور دخولها إلى المطعم .



 جمد ويليام في مكانه وهو ينظر إلى الفتاة وتكاد عينيه لا تلتفت عنها ولاحظت هي ذلك فابتسمت ابتسامة خفيفة وبادرت إلى طلب البيتزا بعيش الغراب .



 كان ويليام يمسك بالقلم على النوتة في يده وسجل طلبها في صمت فقد كان خجولا في التعامل مع الفتيات من أقرانه ولا يعلم ويليام سبب ذلك , يمكن لأنه كان انطوائي أو لم تكن له تجارب سابقه في محادثة الفتيات فكان كلما يبدأ في التحدث إلى فتاة يخفق قلبه بشده ويشعر بأنه يسمع دقات قلبه ويتراجع عن الحديث إليها وكم كان هذا التصرف منه يثير سخرية أقرانه بالمدرسة الثانوية .



 انتبه ويليام إلى أنه ما زال في مواجهة الفتاة والتي لاحظت خجله وارتباكه فابتسمت له ابتسامة خفيفة واستجمع ويليام رباطة جأشه وقال لها يمكنك أن تجلسي على أحد الطاولات حتى تنتهي اميلى من إعداد طلبك

 فقالت له الفتاة أنا في عجلة من أمري

 فاعتذر لها ويليام قائلا أن الأمر لن يستغرق سوى دقائق معدودة , وفور أن انتهت اميلى من إعداد طلب الفتاة أعطاها ويليام إياه على الفور وكانت الفتاة قد دفعت ثمن الطلب ورفضت الفتاة باقي الحساب وأومأت إلى ويليام ليحتفظ بالباقي كبقشيش , وفور أن أخذت الفتاة طلبها سارت متوجهة إلى باب المطعم للخروج منه تابعها ويليام بنظراته وقبل خروج الفتاة من باب المطعم عاودت النظر إلى ويليام فوجدته ما زال يحدق بها فعاودت الابتسام له وهى تضحك ضحكة خافته ثم خرجت من باب المطعم ...



لاحظت اميلى تحديق ويليام بالفتاة فسارت من مكانها إليه حتى وقفت خلفه وهمست له في أذنه بأنه يبدو لها وأن هذه الفتاة غريبة عن الجوار فلم يسبق لي وأن رأتها من قبل وأعقبت طالبة من ويليام وأن يكمل عمله , فانتبه ويليام لما تقول له وتابع عمله في حرج وأثناء ذلك تذكر ويليام مجددا كيف أن مشكلته كانت دوما خجله الشديد في التعامل مع الفتيات بمدرسته الثانوية خاصة الجميلات منهن , كان وسيم ولكنه كان خجول جدا ويتلعثم في الحديث معهن وكان هذا يثير سخرية أقرانه وزملائه بالمدرسة منه , فكان كلا منهم يرتبط برفيقه له في المدرسة ولكن لم يحدث وأن ارتبط هو بأيا من الفتيات في أي مرحلة من مراحل دراسته بالمدرسة الثانوية , كان فقط يرتبط بكتبه ودراسته , لم يستطع يوما التعبير عن حقيقة مشاعره لأيا من الفتيات , أحب من طرف واحد العديد من الحسناوات ولكنه لم يحظى ولو بفرصة واحدة في الحديث أو الخروج مع أيا منهن .



استمر ويليام في العمل بالمطعم حتى أوشكت فترة دوام عمله على الانتهاء وبدأ في إغلاق باب المطعم وتوجه إلى حجرة العاملين بالمطعم لتغيير ملابسه وفور أن انتهى ودع اميلى ربة عمله والتي عاودت الطلب منه بألا يتأخر مجددا عن العمل وأكد هو لها بأنه لن يتأخر عن العمل مجددا ثم طلبت اميلى منه بأن يبلغ والدته سوزان تحياتها ورد عليها بأنه سيفعل , ثم تركها واتجه إلى الشارع المقابل للمطعم متجها إلى محطة الباص حتى وصل إليها ولكنه تذكر ما كان حدث له بالباص فآثر أن يتمشى إلى منزله وألا يستقل الباص .



 كانت الشوارع خاليه وكان منزله يبعد عن المطعم بحوالي ثلاث محطات بالباص , سارع في خطواته , لمح على جانب الطريق شخصا عجوزا يمسك بعدة كتب في يده وسرعان ما اقترب ويليام من المكان الذي كان يقف به العجوز , كان العجوز يبدو وكأنه في العقد السادس من عمره وكان يرتدى معطفا أسود اللون وبنطلون قماش رمادي وكاب رصاصي يضعه على رأسه وله لحية بيضاء قصيرة وشارب أبيض كثيف ولم تكن ملامحه ظاهره فقد كان المكان الذي يقف فيه مظلم نوعا ما , لم يكن ويليام يعرف هذا العجوز ولم يحدث وأن رآه ويليام من قبل , بادر العجوز ويليام بالسلام فرد عليه ويليام السلام , وفوجئ ويليام بالعجوز يمشى بعدها إلى جواره ويعرض عليه شراء بعض الكتب من التي يحملها في يده قائلا لويليام سيدي إن هذه الكتب التي أبيعها فريدة من نوعها ولن تجدها في أي مكتبه بالمدينة ادفع دولارين واحصل على إحداها .



 كان ويليام لا يفضل التواصل مع الغرباء وقد حاول التملص من العجوز بشكره والقول له بأنه لا يرغب في شراء أيا من هذه الكتب وذلك أثناء سيره بجوار العجوز والذي كان يسير إلى جوار ويليام بخفة تتعارض من وجهة نظر ويليام مع عمر العجوز , إلا أن العجوز واصل في الإلحاح على ويليام لشراء أحد الكتب التي يبيعها , فقرر ويليام وأن يشترى أحد هذه الكتب فقط ليتخلص من العجوز الذي يسير إلى جواره ويلح عليه , فمد ويليام يده في جيب بنطاله وأخرج ورقة من فئة الخمسة دولارات أعطاها إلى العجوز فبادره العجوز قائلا بأنه ليس معي الباقي الثلاث دولارات فقال ويليام له تستطيع وأن تحتفظ بالباقي فظهر على وجه العجوز نظرة امتنان وقال لويليام أنت فتى صالح وطيب  هل تتوقف قليلا عن السير, فقد كان ويليام والعجوز يسيران أثناء حديثهما معا إلى جوار بعضهما البعض وكان ويليام يسرع الخطى والعجوز يلاحقه في السير ويظهر عليه الإرهاق , فتوقف ويليام عن السير فأخرج العجوز من جيب معطفه الداخلي كتاب بني داكن اللون غير هذه الكتب التي يمسكها في يده قائلا لويليام لأنك فتى صالح وطيب أرجو أن تتقبل منى هذا الكتاب كهدية عظيمة وأعقب العجوز بأن هذا الكتاب لا يقدر بثمن ويساوى ثمنه أضعاف مضاعفه مما دفعه ويليام وأنه لن يبخل به على ويليام لأنه يستحقه .

    الرواية حاليا يمكن قرائتها فى متجر أمازون مجانا فى الفترة مابين يومى 6 الى 10 من هذا الشهر ونرحب دائما بتعليقاتكم 
    

No comments