الميثيولوجيا والتفسير الاسطوري

نتيجة بحث الصور عن ظواهر غامضة ومخيفة عجز العالم عن تفسيرها

الأسطورة هي قصة خياليّة طويلة جداً ترتبط بالقبائل القديمة التي عاشت في مختلف أنحاء العالم، ويقومون بصياغة هذه القصص غير الحقيقية لمجموعة من الأسباب الخاصة بهم، ويتم تناقل الأساطير بين الأجيال المختلفة، حتى يتم إثبات أنها غير حقيقية، وتعرف الأسطورة أيضاً بأنها مجموعة من الأشياء غير الواقعية، والتي تصف أحداث، وأشخاص، وأماكن غير موجودة من أجل الوصول إلى تحقيق الهدف الرئيسي للأسطورة، والمحافظة على انتشارها، وتصديقها من قبل الناس. اهتمت الشعوب البدائية القديمة بفكرة الأساطير، والظواهر الغريبة، والأمور المدهشة، وهذا ما ساهم في ظهور العديد من القصص المخترعة، والتي يتم التغيير على محتواها، وإضافة أشياء جديدة عليها حتى تتحوّل من مجرد قصة عادية إلى قصة طويلة جداً، وتحتوي على الكثير من التفاصيل الغريبة، وغير المنطقية، وهكذا تتم صناعة الأسطورة، والتي ترتبط غالباً بأمور دينية، وخصوصاً عند الشعوب التي كانت تؤمن بأكثر من آلهة، وتربط الظواهر الطبيعية من شروق، وغروب الشمس، وحدوث الزلازل، وانفجار البراكين، وغيرها بأساطير عجيبة، وبعيدة عن الواقع تماماً. أسباب ظهور الأساطير توجد مجموعة من الأسباب أدت إلى ظهور الأساطير، وهي: الطقوس الدينية: وتعدّ من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الأساطير؛ إذ قام شعوب العالم القديم بربط معتقداتهم الدينية بمجموعة من الأساطير، والتي تهدف إلى تفسير الأفعال الغريبة التي يقومون بها بهدف المحافظة على مجتمعهم. ظهور الحياة على الأرض: اجتهد كل شعب من الشعوب القديمة بمحاولة الوصول إلى فكرة مُعيّنة حول بداية الحياة على الأرض، وهذا ما جعلهم يؤلفون الأساطير لربطها ببداية الحياة. التعليل أو السببية: فقد حاول الإنسان القديم أن يربط العديد من الأمور التي تحدث معه بمجموعة من الأسباب والعلل التي تؤدي إلى ظهور الأسطورة. الرمزية، أي إنّ لكل أسطورة رمزية خاصة بها، وترتبط بطبيعة، وكيفية حدوثها، وتتمّ كتابتها بناءً على رموز معينة، وما زالت أغلب رموز الأساطير منتشرةً في بقايا المعابد القديمة، والآثار حول العالم. مناهج الأساطير إنّ اختراع وتأليف الأساطير الغريبة اعتمد على مجموعة من المناهج، والتي اختار مؤلفو الأساطير واحداً منها، أو كلها من أجل تأليف أسطورتهم، ومن أهم هذه المناهج: المنهاج الطبيعي يُعدّ من أكثر المناهج التي ارتبطت صياغة الأساطير بها؛ إذ إنّ الأساطير القديمة اعتمدت بشكل مباشر على الظواهر الطبيعية، فكان الإنسان البدائي القديم يعتقد أنّ الطبيعة قد خلقت نفسها بنفسها، وهي من قامت بتكوين كافة التضاريس الجغرافية الموجودة عليها، وإن وقوع أي تأثيرات طبيعية بشكل مفاجئ يدل على أن الطبيعة غاضبة من الإنسان، لذلك قامت الشعوب القديمة بصياغة العديد من الأساطير الخاصة بالطبيعة. المنهاج المجازي يشير هذا المنهج إلى الأسطورة بصفتها وسيلةً من وسائل ثقافة الشعوب؛ إذ إنّ كل أسطورة من الأساطير العالمية والتي وصلت إلى العصر الحديث تحتوي على منهاج قصصي واضح، ويهدف إلى نقل مجموعة من الأفكار بطريقة مجازية، وهذا ما أدّى إلى ربط أغلب الأساطير القديمة بالأفكار الفلسفية التي اعتمدها مجموعة من المفكّرين، والفلاسفة. المنهاج العقلي هو الذي يربط حدوث الأسطورة بعدم قدرة الأفراد على فهم تركيبة شيء ما، أو عدم استيعابهم لفكرة معينة، لذلك تحدث الأسطورة التي تفوق التفكير العقلي، لتصبح شيئاً مركّباً ومليئاً بالعديد من القصص الغريبة، وغير المفهومة، أو التي يُمكن إدراكها بسهولة من قبل الأفراد، لذلك ينقسم الأفراد إلى مدركين، وغير مدركين للأسطورة.

علم الأساطير أو ما يسمّى بالميثولوجيا، وهو مجموعة من الأساطير التي تخصّ ثقافة أو فلكلوراً معيناً، يعتقد أصحابها بأنّها على مستوى عالي من الصحة، وتتضمّن شرحاً لما يحدث في الطبيعة وكذلك ما يتعلّق بالإنسانيّة، أمّا الأسطورة فهي عبارة عن حكاية تتألّف من مجموعة من الأحداث الخارقة والغريبة، وقد تتضمّن مجموعة من الأحداث التاريخيّة التي تحدثت عنها الذاكرة الإنسانيّة لكن بشكل آخر، بحيث غيرت في طريقته أو أضافت إليها. علم الأساطير والدين يوجد تعريف علمي ومنطقي للميثولوجيا وليس كما يزعم البعض، فهي اصطلاحاً وعلمياً مجموعة من القصص التقليديّة أو المقدّسة أو التي تتحدّث عن الآلهة، وهي بجميع الأحوال لا تسيء إلى الآلهة أو الدين؛ لأنّ كلمة أساطير ذكرت في كتاب الله المقدس أي القرآن الكريم، وتعبر عن القصص القديمة للأولين، وهذا مبرّر للكتب المسيحيّة التي أطلقت كلمة أساطير؛ لأنّها بهذا لا تسيء للدين المسيحيّ. مميزات علم الأساطير تتميّز بالعمق الفلسفي الذي يميزها عن القصص الشعبية. كانت تعتبر الأسطورة سابقاً مثل العلوم الأخرى مصدقاً بمحتوياتها ومسلماً لها. في كثير من الأحيان تدور الأسطورة حول الآلهة أو حول أنصاف الآلهة وطبيعة وجود الإنسان ودوره في هذه الأساطير. تحكي وتبين الظواهر الطبيعية، أو كيفية نشوء الكون، أو بيان كيفية خلق الإنسان وغيرها كثيراً من المواضيع الخاصّة بالعلوم الإنسانيّة. أنواع علم الأساطير الأسطورة الطقـوسيّة. أسطورة التكوين. الأسطورة التعليليّة. الأسطورة الرمزيّة. منهجيّة علم الأساطير المنهج اليوهيمري، يرى هذا المنهج الأسطورة على أنّها قصّة تذكر أمجاد وبطولات أشخاص غابرين وهو يعدّ من أقدم المناهج. المنهج الطبيعيّ: اعتبر هذه القصص لشخصيات مقدّسة، حيث بيّن أنّ أبطال الأساطير هم ظواهر طبيعية، ثمّ وضّح تشخيصها في أسطورة. المنهج المجازيّ: بمعنى أنّ الأسطورة تخفي وراءها أعمق المعاني الثقافية وتسمّى بالقصة المجازيّة. المنهج الرمزيّ: يتضمن وجوب دراسة العصور المختلفة من أجل فهم الأسطورة بشكل صحيح، وتكون عبارة عن قصص رمزيّة. المنهج العقلي: يبحث عن كيفية نشوء الأسطورة وكيف فسرها الأفراد وكيف فهموها، أو كيفية سردها للرواية أو الحادث. وفي النهاية فإنّ الأسطورة تتمتع بخاصيّة الشعر الذي يكاد يظلّ صعباً على أي وصف محدد، وإن هذه الصعوبة كامنة في الشيء الذي تنشأ منه الأسطورة أو الذي يكونه الإنسان من خلال الأسطورة، كما قد يكمن في كونه نظاماً رمزيّاً في التعبير، وفي أنّ المنظور أو المنهج الذي ينبغي النظر إليه منها لا يشترط أن يكون جزئيّاً انتقائيّاً في هذه الحقيقة الثقافية المعقدة. ناهيك عن أنّنا لم نقم بتجربة الأسطورة مروراً مباشراً، باستثناء بعضها، وهو بعض متلوّن الشكل، وغامض المعنى
نتيجة بحث الصور عن ظواهر غامضة ومخيفة عجز العالم عن تفسيرها
يتبادر إلى الذهن سؤال أساسي عن طبيعة الأسطورة، والأسطورة هي الحكاية الشعبيّة التي تحمل قدراً كبيراً من المبالغة من حيث نسب الظواهر الخارقة للطبيعة إلى أشخاص عاديين أو خارقين، وكذلك تفسّر الأساطير الظواهر الطبيعية تفسيرات مبالغ في صحتها، وذلك من خلال نسبتها إلى كائنات خرافيّة ابتدعها خيال الإنسان. وعلى هذا تشمل الأساطير جميع الحكايات الشعبيّة التاريخيّة التي لم يستطيع الباحثين إيجاد دليل علمي على ثبوتها، وفي الغالب تتكوّن الأسطورة من حكاية بسيطة يتدخّل فيها خيال الإنسان وتستمر في النمو الخيالي مع مرور الزمن، وتتناول الأساطير جميع الموضوعات الإنسانيّة والطبيعيّة تقريباً، هذا إن جمعنا معاً كافّة القصص الأسطوريّة الموجودة عند كل الحضارات على الكوكب، بدءاً من خلق خلق الإنسان وقبله خلق الآلهة، إلى خلق الحيوانات وتفسير الظواهر الطبيعة من الفيضانات، والأعاصير، والرعد، والبرق، إلى تفسير الطبيعة الإنسانيّة على أساس أسطوري. أمّا الميثولوجيا في ظل هذا الشرح عن طبيعة الأسطورة ومفهومها، فهي العلم أو الدراسة التي تختص بجمع ودراسة وتفسير الأساطير التي تناولها البشر عبرالعصور، وذلك من أجل التعرّف أكثر على عملية التطوّر الفكري التي مرّ بها الإنسان في مختلف الظروف، وعلى سبيل المثال فإنّ أشهر الأساطير التي عاشت وتناقلتها الأعمال الأدبيّة هي الأساطير الإغريقية التي تناولت العديد من التفسيرات للظواهر الطبيعيّة، وقُدمت تلك المجموعة من الأساطير عن الآلهة التي تعيش على جبال الأوليمب، وتختلف فيما بينها من حيث التفسيرات المنطقيّة للإغريق القدماء حول ما يحدث لهم من ظواهر طبيعية، فإله البحر بوسيدون عندما يغضب تقوم العواصف البحريّة وتعلو الأمواج على البحّارة، وذلك التفسير أتى من اعتماد الإغريق على البحر للصيد والتجارة، مما جعلهم يقدّمون القرابين لإله البحر من أجل حمايتهم. وهكذا فإنّ الأسطورة في الأساس تنشأ من حاجة الإنسان الفطرية إلى الأمان.

نتيجة بحث الصور عن ظواهر غامضة ومخيفة عجز العالم عن تفسيرها منذ القدم والإنسان يمرُّ بتجارب مختلفة شكلت لديه وعياً وانطباعات وأفكار وأسست لوعيٍ جمعي فريد وذاكرة إنسانية رائعة، وصقلت قدراته. وخلال التاريخ البشري مرت شخصيات تركت انطباعات مختلفة لدى الأتباع والجماهير، فهناك شخصيات أظهرت صفاتٍ بطولية وشجاعة لا نظير لها في محاربة البطل وإحقاق الحق، وهناك دعاة السلام والمحبة والتوحيد وعلى رأسهم الأنبياء والرسل - عليهم صلوات الله وسلامه-، وهناك الكرماء ومن يغيثون الملهوف ويساعدون أصحاب الإحتياجات، وهناك القادة العظماء والفاتحون، والقضاة العادلون، وعلى النقيض تماماً نجد الظالمون والطماعون الذين نكَّلوا في الناس وأذاقوهم الويلات واللصوص والمتكبرون والمتجبرون. كل هذه التجارب جعلت الشعوب تعشق وتحب وتكره وتبغض، مما حفزها على المبالغة في وصف من مروا في تاريخها، فالأسطورة هي الشخصية ذات الأصول الواقعية والحقيقة والتي ساهمت الذاكرة الشعبية في المبالغة في وصفها وأسطرتها، فأضافت على الشخصيات صفات لم تكن فيهم وخلقت أحداث لم يمروا بها، مما أسهم في إثراء الذاكرة الشعبية والتراثية لدى شعوب الأرض. وتختلف الأساطير من شعب لآخر باختلاف العادات والتاريخ والأحداث. للأسطورة حيز كبير في ذاكرة الشعوب، فالشعوب كانت تنظر للأساطير نظرة مقدسة، لذلك تكون للأساطير أبعاد فلسفية ومعنوية كبيرة لدى الناس، فلقد كانت الأساطير تمثل للناس قديماً حقائق لا يمكن الشك بها، هذا بالإضافة لتنوع أنواع الأساطير الشعبية فهناك الأساطير المتعلقة بشخصيات وأبطال مروا في ذلك الزمن، وهناك الأساطير التي تفسر وتشرح حدوث بعض الظواهر، وذلك بسبب مرافقة ظاهرة معينة لحدثٍ حدث للأجداد فحصل الارتباط بين الظاهرة والحدث عند الناس، أما النوع الاخير فهو الأساطير التي تشرح النشوء والتكوين. في مقابل الأسطورة نجد الخرافة، فالخرافة هي القصص المنسوجة بالكامل من الخيال، والتي لا تمت للحقيقة بصلة، ومن أبرز سماتها أنها انتقلت على الألسن باللغة المحكية، والخرافة هي القصة ذات المغزى التأديبي للناس، فلقد نسجوا القصص البعيدة كل البعد عن الواقع للتأثير على الناس وتحسين بعض الأخلاق فيهم. تميل الشعوب عادةً لأسطرة شخصياتها العظيمة لتعلقهم بها ومحبتهم لها، حيث تمثل هذه الشخصيات رموزاً تحترمها الشعوب، ولكنَّ هذا التعلق وأسطرة الشخصيات أسس لتداخل بين التاريخ أو الواقع وبين القصص المتخيلة المبالغ فيها، إضافةً إلى إضفاءه سمة الكمال و عدم الخطأ على هذه الشخصيات، وهو ذات الشئ الذي أدى إلى ابتذال هذه الشخصيات وهذه القصص عند الأجيال الجديدة، لما وجدوه من تكرار وبعدٍ عن الواقعية، فكانت سبباً رئيسياً للفجوة بين الأجيال، حيث يرى الجيل القديم في الأجيال الجديدة أنها أجيال لا تحترم ماضيها وتاريخها، وترى الأجيال الجديدة في القديمة أنها أجيال متعلقة في الماضي لا تعرف شيئاً عن حاضرها بعبارة أخرى روح في الماضي وجسد في الحاضر

1/ اديث هاملتون / الميثيولوجيا / ترجمة : حنا عبود
2/ فراس السواح / الاسطورة والمعنى .

No comments