التخاطر

 نتيجة بحث الصور عن ظواهر غامضة ومخيفة عجز العالم عن تفسيرها
ما هو التخاطر ؟
قدرات الإنسان الخارقة قد تكون روحية المصدر (من الله) , و قد نكتسبها من التعلم , و لا تحدث عموماً إلا بتوفيق ٍمن الله..

و من هذه القدرات التخاطر , والتي يعتقد المهتمون بهذا العلم انها طريقة الاتصال بين البشر في العصور القديمة.. و الله أعلم..! و انه مع التطور العلمي و التقني ضعفت قدرات الانسان بحيث فقد القدرة على الاتصال العقلي و الروحي كما كان بنو البشر في العهود القديمة.. و اصبح التخاطر ظاهرة , و نادرة أيضاً , ونعتبرها من الخوارق ..!

التخاطر Telepathie هو انتقال افكار و صور عقلية بين الكائنات الحية من دون الاستعانة بالحواس الخمسة او باختصار نقل الافكار من عقل الى آخر بدون وسيط مادي..

تقنية البلوتوث Bluetooth المعروفة و التي تُستخدم في جهاز تحكم التلفاز مثلا (الريموت كونترول) او كما انتشرت الآن في الهواتف النقالة و أجهزة الحاسب , تعتمد على نقل الملفات و البيانات من جهاز الى جهاز آخر عن طريق الموجات و بدون اسلاك .. بعضها قد يستقبل ويرسل , والبعض يستقبل فقط لكن لا يرسل.. عقل الانسان في حالة التخاطر كهذه الاجهزة ايضاً .. قد تتضح لك الصورة من خلال هذا المثال كما ارجو..

التخاطر اذن استقبال للطاقة الصادرة من عقل أي شخص وتحليلها في عقل المستقبل ,اي انه يدرك افكار الاخرين و يعرف ما يدور في عقولهم و ايضا باستطاعته ارسال خواطره و ادخالها في عقول الآخرين .

هذه الظاهرة لا يحكمها الزمان او المكان .. وهي غريزية فطرية , واستخدمها السابقون كآلية للبقاء بعيداً عن الحواس الطبيعية (الفيزيائية) الخمسة.. هي كتشغيل الراديو و ايجاد المحطة الصحيحة بالضبط ..

هناك من تأتيه هذه المقدرة بسهولة , هناك من يصل فقط إلى البداية ولا يستطيع أن يكمل .. قد يرتبط ذلك بصفاءه الروحي.. وبايمانه بوجود هذه القدرات , والمفتاح او السر هنا في التأمل و التركيز ..وبالطبع بالتمرن الاكثر تحصل على الافضل ..

بعض من وهبهم الله هذه الموهبة قد يصابون بالذهول او ربما يقودهم ذلك الى الجنون .. ففي التخاطر لا وجود للكذب .. فلِمَ الكذب و من يتخاطر يكون باقصى درجة من العفوية .. ويعتقد احيانا انه يتحدث مع نفسه ؟! ربما لو اصبح العالم يتصل بالتخاطر لعشنا بسلام..! ومن هنا يستطيع المُخاطر ان يملك القدرة على قراءة الافكار..

في الاحلام ايضا هناك رسائل تخاطرية.. لكن عند الدخول في متهات الاحلام فنحن سنجول اكثر في الروح و في تفسير الاحلام والاتصال مع الارواح..

المحبين هم اكثر قدرة على التخاطر, خاصة بأن ارواحهم تآلفت كما يقول الرسول -صلى الله عليه و سلم-: (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف) .. إذن عند تآلف الأرواح تكبر الفرصة بوجود التخاطر .. ومن هؤلاء المحبين : أفراد العائلة الواحدة , الاصدقاء الحميمون, إحساس الأم عندما يكون أطفالها في ورطة , إحساس البعض بموت احد اعضاء عائلته ..
عموماً ضع في بالك حديث الرسول عليه الصلاة والسلام وان الارواح عالم مختلف عن ما تراه في عينيك الماديتين , وايضا ضع في بالك ان الحالات التخاطرية قد تحدث طوال الوقت لكننا نفتقر الى الادراك للتعرف عليها ..
التوأم ايضا يتخاطران فيما بينهما , فهما يملكان نفس التردد frequency , في العائلة الواحدة ايضا من يملك نفس التردد .. وهذا سبب آخر لسهولة ايصال هذه الطاقة التخاطرية , اذن فرص نجاح التخاطر مع افراد العائلة الواحدة تنجح اكثر مِن مَن هم خارج محيط هذه العائلة.. ليس في افرادها من البشر فقط , بل حتى الحيوانات الاليفة التي تعيش معهم .. تملك ذلك الحس الروحاني ..ربما عندما تجد في العالم من يملك ترددا قريبا من ترددك .. فهناك فرصة اكبر لتوارد الخواطر ..وهذا موضوع آخر ينفصل عن التخاطر لكن ربما تضحت لك الفكرة..

شروط التخاطر
ومن أهم شروط التخاطر عن بعد:
*ان تكون رأيت وجها لوجه الشخص الذى ستتخاطر معه فيما بعد.
بمعنى أنه لا يمكننى ان ارسل للاخ جاد مثلا رسالة بالمخ لأنى لم اراه من قبل
لا اعرف ما سبب هذا الشرط ، ولكنى استنتجت أنه يجب ان تتقابل الأجسام الأثيرية
للأشخاص حتى تنجح عملية التخاطر عن بعد
والأجسام الأثيرية : هى هالة الطاقة الموجودة حول كل جسم حى ، والانسان يستمد قوة جسمه الأثيرى من النباتات وخصوصاً الأشجار ، لذلك عندما يمرض شخص او اعصابه ترهق ينصحوه بأن يذهب لمكان فيه خضرة وبحر

*ان يكون لك قدر من الشفافية و قدر من الادارك الحسى
فأن العلاقة طرديا بين الزيادة فى هتان الصفتان وسرعة وقوة تأثير الرسالة عليك
بمعنى عندما أشعر بأن عاطفة كبيرة تجتاحنى تجاه شخص ما بدون سبب
فأعلم ان هذا الشخص يفكر بك وتقائياً يرسل لك أشارات من مخه
وهى ما يطلق عليه هنا "التخاطر عن بعد " أو رسائل المخ
ويحتاج الأنسان جهد كي يدرب نفسه على مثل هذه الأمور
التي تحتاج إلى دقة وفن في استماع الأحاسيس وتصيدها


كيفية التخاطر
السؤال الان : هل هناك طريقة أو تمارين تساعدني في ارسال أو استقبال الافكار " التخاطر " سأذكر تمرين قد يساعدنا :

عليك اولا ان تعرف ان اول ما تهدف اليه وتقصده هو ان تضع الجزء الفيزيقي جانبا وتسترخي حتى تدخل في العالم الذي يخول للتخاطر ان يؤدي عمله من خلاله وذلك من خلال عمل اللاشعور واستراحة الشعور والانتقال من العالم الخارجي الى العالم الداخلي.. الطريقة مذكوره في كتاب الادراك الحسي الزائد


وعندما تبدا بالاحساس بالاجهاد لربما كان بعد دقيقة من بدا التمرين تخل عنها ذهنيا دعها تسقط كما لو كانت انفصلت عن جسمك تماما ، والان اسحب انتباه عقلك الشعوري من هذه الساق وركز على الساق الاخرى بنفس الطريقة وهكذا اليد اليمنى فاليسرى ارفعها ثم دعها تسقط وتخل عنها ذهنيا كذلك مع الرقبة ارفعها قليلا لمدة دقيقه حتى تحس بالاجهاد ثم دعها تسقط لترتاح

الان تكون عملت ارخاء للقدمين واليدين وللرقبه

وهكذا البطن والصدر حتى تكون فيا لنهاية مسترخيا تماما طالبا للراحة والسكون
بعد الجهد الذي بذلته.
ثالثا / خذ انفاسا عميقة دون عدد معين ومع كل شهيق وزفير اشعر نفسك انك
تسافر بعيدا عن جسمك الفيزيقي وترحل عنه ستشعر بذلك فعلا بعد فترة تقارب الثلاث دقائق انك بالفعل بدأت تغادر هذا الجسم لاشعوريا الان وانت في هذه الحال ستكون مستشعرا لثلاثة امور

الاول / الذاكرة .. فسوف تتعامل مع نفسك وفق ما تتذكره من احداث وتجارب وصور ذهنية لارابط لها وهذا المستوى هو الذي سوف يسعفك في تحويل الامواج الفكرية الى صور واحداث تفسر وفق ما تحمله انت من مشاهد وخبرات مختزنة في مجال الذاكرة

الثاني : قدراتك الخلاقة
بمعنى انك الان على اهبة المعرفة الاشراقية لتلقى الانطباعات والامواج الفكرية
ففي هذا الوقت بالذات تكون في ارقى المستويات وانجع الاوقات لتلقى الرسائل الفكرية
الثالث: قدراتك العلاجية او بمعنى اخر الايحاء الذاتي فهنا يمكنك ان تستغل هذه الغيبة الخفيفة لارسال الايحاء الذاتي لعلاج سلوك سيء او علاج مرض عضال
فاللشعور هنا في قمة الانتباه


خامسا / الان استشعر وجود شاشة بيضا امامك تغطي كل شيء اسود ويجب ان تشعر ان بياضها يبهرك وتشعر بقوته لان تبدا في ادخال صورة الشخص الذي انت تود تلقى رسالة او رسائل فكرية عنه ومنه ولديك ثقة في عقلك الباطن انه بقدراته الخلاقه انه سيسعفك في تلقي الانطباعات وما عليك سوى تسجيلها من خلال ذاكرتك اليقظة مع الاهتمام بالصور التي تحمل معها نبضات حسية أي مشاعر مميزة بخلاف اية صورة لا قيمة لها حسيا وبعض العلماء يوقل ان علامة الصورة التي تحمل معها نبضات حسية من غيرها هي ان الصورة التي تحمل قوة حسية تستمر معك فترة طويلة لربما ساعه او اكثر مرافقة لمشاعر معينه اما الصورة التي تأتي وتذهب ولا تزعجك فلا قيمة لها من الأفضل ان تتم عملية الترنم مع عقل او عقول الاخرين عند كونهم عند كونهم نائمين فهنا تستطيع التغلب على عقبة عسيرة وهي عقبة انهم لو كانو يقظين فهناك عقبة الشعور وانت عند التخاطر تحتاج مخاطبة اللاشعور فيهم

والباراسيكولوجي هو علم الخوارق أن أخطر تطور عملي لأبحاث الباراسيكولوجي وأحدثه هو محاولة استخدام هذه الملكات غير المألوفة في النشاط الحربي والسياسي للدول وقد بدأت هذه الأبحاث بطيئة مترددة بين الشك واليقين وبين اليأس والأمل , والنجاح والفشل الى ان قطع العلماء الباحثون بأن بمقدورها أن تلعب دورا فعالا في السلم والحرب في خدمة النشاط الحربي والسياسي معا .
خصوصا منهاظواهر الجلاء البصري , التخاطر تأثير العقل علىالمادة الصلبة وأمثالها ..فأقبلت الدول الكبرى على الانفاق بسخاء على هذه الأبحاث . وكانت النتائج الايجابية وفيرة الى حد ينبغي ان يشد الانتباه والى حد أصبح من السائد في هذا المجال القول بأن حروب العقل أي الملكات الروحية ) سوف ترث في المستقبل الحروب النووية أو الصاروخية أو الحروب بالاجهزة الالكترونية بوجه عام . ولهذا نجد أن البحرية الامريكية الحربية تنفق بسخاء على بعض تجارب التخاطر وتشرف على بعض ظواهر تأثير العقل في المادة ولعل أفضل دراسة تفصيلية عن التجارب التي اجريت في حقل " الظواهر الخارقة " هي الدراسة التي اعدها العالمان راسيل تارج وكيث هارادى التي نشرت في كتاب عنوانه " سباق العقل " " وهو السباق الذي يتوقع العالمان ان يرث سباق التسلح الحالي والدكتور تارج عالم فيزيائي متخصص في أشعة الليزر وعلم البصريات , والموجات الكهرطيسيه القصيرة المدى وقد قضى عشر أعوام قام خلالها بأبحاث مستفيضة في حقل " الظواهر الخارقة " لحساب وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون ) واجهزة المخابرات الامريكية المختلفة وقد كلفت تلك التجارب عشرات الملايين من الدولارات كما وقد ذكر العالم ماكريه نقلا عن مسئولة كبيرة في البيت الأبيض تدعى باربرة هوينفر وهي متخصصة في حقل الظواهر الخارقة أن وزارة الدفاع ( البنتاجون ) قد أجرت عدة تجارب استخدمت فيها أشخاصا يتمتعون بقدرات عقلية خارقة اما دور هؤلاء الموهوبين فكان محاولة اكتشاف مخابئ صواريخ إم . إكس النووية مستخدمين قدراتهم الذهنية الخارقة وقد حزن خبراء البنتاجون حين تمكن هؤلاء من اكتشاف مواقع الصواريخ ... وقد ذكر العالم ان التجربه هذه هي حلقة منسلسلة تجارب وقد ذكر العالم ان التجربه هذه هي حلقة من سلسلة تجارب تقوم بها وكاله المخابرات المركزية ( سي .آي . ايه ) والجيش والبحرية وسلاح الجو وسلاح المارينر (مشاة البحرية ) ووكالة الفضاء ( ناسا ) البنتاجون و دائرة التحقيق الفدرالي ( أف . بي. آي ) وشعبة مكافحة المخدرات منذ أكثر من 30 عام وذكر ايضا أن وزارة الدفاع الامريكية تنفق سنويا 6 ملايين دولار على التجارب المتعلقة بالظواهر الخارقة منذ عدة أعوام . وهم يسعون ان تكون كل امورهم بحوثهم بشكل سري حتى ان البنتاجون يرفض استخدام ظواهر خارقة حتى لا يلفت النظر الى اهميتها ويفضل استخدام تعبير غامض مضلل وهو
انظمة نقل المعلومات البيولوجية ( نسبة الى البيولوجيا :أي علم الحياة ) غير المألوفة كما أن اسرائيل ضليعة في هذا الحقل وتقوم بتجارب منذ أوائل الستينات
وتستخدم مجموعة من ذوي القدرات الخارقة الذين يهاجروا إليها من الاتحاد السوفييتي في تلك الفترة , وفي فترات لاحقة كما ان اسرائيل تستخدم الموهوبين لمعرفة ما يجري في الجيوش العربية , وفي أجهزة الأمن والحكم العربية .!! ومن التجارب التي أجرتها الولايات المتحدة اختبارات التخاطر داخل الغواصة النووية
نوتيلوس في سرية تامة وبأمر من ادارة البحرية الامريكية وذلك لتوثيق صلة هذه الاختبارات بالدفاع الوطني لكن اذاعت الجريدة الدولية للباراسيكولوجي بعض انباء محدودة عنها .

انا اذكر لكم ذلك لنستعرض بعض استخدامات هذه الظاهره لادلل على اهميتها
ولننظر الى الطريقة التي قامت بها التجربه ان مختبرا في الظواهر غير المألوفة كان يجلس في معمله وآخر كان موجودا بداخل هذه الغواصة على بعد ميلين من الاول ويوميا في ساعة محددة كان المختبر الأول يبعث الى الغواصة بصور خمسة أشكال مختلفة وكان الاخر داخل الغواصة يقوم بتدوين الأشكال كما يتلقاها ذهنيا على ورقة بيضاء وعند مقارنة هذه الاشكال بتلك التي بعثت إليه اتضح أنه نجح في أن يرسم رسما صحيحا ثلاثة أرباعها وهذا النجاح من المحال تعليله باحتمالات الصدفة التي لا يمكن طبقا لها أن تتجاوز نسبة النجاح 20 % فقط .ومن أهم الاختبارات ايضا تلك التي اجريت في سفينة الفضاء أبولو 14 ولا يتسع المقام الحالي للخوض فيها وانما يكفي القول ان نتائج الاختبارت خضعت لتحقيق طويل لم يدع أي مجال للشك عندهم أنه كان هناك بالفعل تراسل عقلي متواصل بين سفينة الفضاء ومركز المراقبة الارضي رغم بعد المسافات.....
واخيرا اقول وما أوتيتم من العلم إلا قليلا

وعلى فكرة دكتور صلاح في احد اللقاءات , اعطانا من تجارب التخاطر وكان شيء ممتع احدها كتاب د. رءوف عبيد " افاق جديده في الباراسيكولوجي .

أسس التخاطر العلمية

أثبت العلم الحديث نشاطات عديدة لجسم الإنسان لم تكن معلومة لدينا في الماضي القريب، ومن هذه النشاطات الأثر الكهرومغناطيسي للنشاط الكهربي لعقل الإنسان. نعم فإن خلايا المخ عند الإنسان والتي تعد بالملايين تقوم بعدة مهام عن طريق إرسال الإشارات الكهربية فيما بينها، وهذه الإشارات الكهربية بدورها تكون بمثابة الأمر المرسل من مراكز المخ المختلفة المسئولة عن تحريك الأعضاء والإحساس والقيام بتوصيل المعلومات من الحواس إلى مراكز المخ والعكس، فتقوم بتوصيل الأوامر من المخ إلى الأعضاء من خلال الأعصاب.


وهذا النشاط الكهربي مهما كانت درجة ضعفه فإنه يولد نوعاً من الطاقة الكهرومغناطيسية يمكن رصدها بالعديد من الأجهزة المعدة لذلك بل وتصويرها بالموجات شديدة الصغر في شكل هالة ضوئية حول الإنسان لها مدى معين ولون طيفي يميز هذه الهالة من شخص إلى آخر ومن حالة إلى حالة لنفس الإنسان .

ومما لا شك فيه أيضاً أن هذه الهالة الضوئية غير المرئية هي وليدة نشاط المراكز العديدة في المخ من مراكز الحواس إلى الذاكرة إلى الاتزان.
ومما لا شك فيه أيضاً أن كل العمليات العقلية التي تمارسها هذه المراكز المخية يكون لها قدر معين من الطاقة كأثر للنشاط الكهربي المبذول فيها، وهذه الطاقة يمكن قياسها بصورة أو بأخرى لتسجل نفس القدر من الطاقة عند إعادة هذه العمليات بعينها.

والمراد الوصول إليه أنه يمكن أن يثبت معملياً أن النشاط الذهني الذي يستغرقه المخ في إجراء عملية حسابية معينة يصدر عنه قدر من الطاقة الكهرومغناطيسية يساوي نفس القدر الصادر عند إجراء نفس هذه العملية الحسابية مرة أخرى .
ومن هنا يمكننا القول : إن جميع العمليات التي يقوم بها مخ أو عقل الإنسان يصدر عنها كمية معينة من الطاقة يمكن تمييزها عن غيرها بالقدر التي تسمح به إمكانيات الأجهزة المستعملة حالياً.
والأمر كذلـك يمكن تمثيـله بجهاز يـقوم بـإرسال إشارات كهرومغناطيسية لها مدلول معين يقوم جهاز آخر باستقبال هذه الإشارات وحل شفرتها ومعرفة مدلولها.

وجهاز الاستقبال هذا هو عقل الإنسان الآخر الذي وهبه الله القدرة على الشعور بهذه الموجات واستقبالها وترجمتها عقلياً إلى الأفكار التي ترد في عقل الأول.
وهذا الأمر ليس بغريب بالنسبة لعالمنا الحديث الذي وصلت فيه مخترعات الاتصال إلى العديد من الأجهزة اللاسلكية والتي تعتمد على نقل الصوت والصورة بموجات قصيرة وطويلة يتم استقبالها عن بعد. ولكن هذه المعلومات عن الطاقة المنبعثة من جسم الإنسان دلالاتها على الأفكار الدائرة في عقل الإنسان وذاكرته وما يشغله قد تتوافق توافقاً تاماً مع غيرها عند شخص آخر وهو أمر غير مستبعد تماماً وخاصة أن البشر يعدون بالملايين مما يجعل فرصة توافق البعض منهم أمراً لاشك فيه. وفي هذه الحالة يمكن لشخصين أو أكثر أن تدور في عقولهم نفس الأفكار ولكن هذه ظاهرة أخرى تسمى توارد الخواطر

أما التخاطر فهو أمر يختلف فهو يعني استقبال الطاقة الصادرة من عقل أي شخص وتحليلها في عقل المستقبل، بحيث يدرك أفكار الآخرين أي أنه يعمل على توفيق حواسه على تلقي المجال الكهرومغناطيسي الصادر من الآخرين ومعرفة ما يدور في عقولهم عن طريقها. وهذا جانب من الظاهرة.. أما الجانب الآخر فهو إرسال خواطره وإدخالها في عقول الآخرين.

وقد يكون هذا الأمر مستساغاً في حالة وجود الشخصين في مكان واحد، لكن ما الوضع بالنسبة لمن لا يكونان في نفس المكان؟ وما الفرض إذا كانا متباعدين في المسافة بحيث يكون كل منهما في بلد آخر؟ والحقيقة أن هناك حالات كثيرة وردت إلينا عن حوادث شبيهة من هذه الحالة الأخيرة لا يرقى إليها الشك.. ومنها حادث وقع لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أمام جمع من الصحابة رضوان الله عليهم.
وقد تواترت إلينا هذه الرواية عن طريق رواة صحاح مما يقطع بحدوثها.

وخلاصة هذه القصة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان له جيش يقاتل المشركين على رأسهم قائد يسمى (سارية).. وقف عمر ليخطب خطبة الجمعة في المسجد، ولكنه قطع خطبته وصرخ بأعلى صوته: (ياسارية .. إلزم الجبل)..!
فماذا كان يفعل سارية في هذا الوقت؟ كان سارية يقاتل أعداء الله متحصناً بجبل خشية أن يلتف الأعداء من خلفه هو ورجاله وكان القتال شديداً.. وقد أحسّ الأعداء أنه لا يمكنهم مقاتلة سارية وجنوده مواجهة مادامت ظهورهم إلى الجبل وأنهم لا سبيل إليهم سوى أن يتركوا موقعهم الحصين فدبروا خطة.
هذه الخطة هي التراجع أمام المسلمين حتى يظنوا أنهم تقهقروا وانهزموا فيتبعوهم في مطاردة تبعدهم عن الجبل المعتصمين به فيطبقوا عليهم من خلفهم بالفرسان فيبيدوهم.
وبطبيعة الحال لم يكن سارية على دراية بخطة أعدائه وكاد أن يقع في مخططهم ولكن ـ والرواية على لسان سارية ـ يقول ويقسم أنه عندما هم بمطاردة الأعداء سمع صوت عمر في المعركة يأمره بالالتزام بالجبل.. فماذا كان هذا الأمر؟!

والحقيقة أن هذه الواقعة مثيرة في أكثر من جانب، وهي إن كانت فيها ملامح من ظاهرة التخاطر إلا أنها تعدتها بمراحل عديدة، فالتخاطر ـ كما أوضحنا ـ نوع من الاتصال العقلي وهي بهذه الحال يجب ألا يتعدى فيها علم المتخاطرين بأكثر مما يحويه عقل كل منهما، والواضح أن سارية لم يكن يعلم بشأن الأعداء شيئاً.
فكيف عَلِمَ عمر بوضع الأعداء ؟
ولتحليل هذه الواقعة ترى أن عمر بن الخطاب بتكوينه الجسماني والروحي كان ذا قدرات روحية وعقلية خاصة. فقد كان كثيراً ما ينزل الوحي من الله ـ سبحانه وتعالى ـ مؤيداً لرأيه، وخاصة في أمر الحجاب وأمر الخمر، وهذا ما روي عنه أنه كان يأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإحدى زوجاته من أمهات المؤمنين ـ رضوان الله عليهن جميعاً ـ فاصطدمت يدها في يده فثار وغضب وطلب من الرسول الكريم عزل النساء وعدم خلطهن بالأغراب عنهن من الرجال فأيده الله سبحانه بآية الحجاب.


ومرة أخرى رأى بعض الناس سكارى في الصلاة ولم تكن الخمر أخذت حكم التحريم. وقال عمر داعياً الله: اللهم أنزل لنا في الخمر جواباً شافياً، فنزلت آيات تحريم الخمر واجتنابه.
وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الشيطان لا يمشي في طريق يمشي فيه عمر" أو ما معناه ذلك.

إذاً فهذا هو عمر صاحب الروح الشفافة القوية وصاحب الجسد العملاق الضخم والذي قيل فيه إنه يُرى ماشياً كأنه راكباً من الطول وهو الذي تنحنح بصوته فبهت الحلاق الذي يحلق له من صوته القوي وأصابه الرعب حتى أن عمر أمر له بعطاء تعويضاً له عما لاقاه من ترويع. وهذه المؤهلات الجسدية والروحية توحي لنا بقدرات عمر وإمكانياته.


والتخاطر أحد قدرات عمر الروحية المتكاملة وهو ما يؤكد لنا أن عمر اطلع على أفكار الأعداء ومخططهم فكان استقباله لخواطر الأعداء العقلية وقام بإرسال خواطره إلى قائده في ذات الوقت. وهذه القدرة في حد ذاتها لا تختلف عن قدرات العديد من الناس لا يرقون إلى قدرات عمر بن الخطاب وإنما التميز في هذه الحالة يرجع إلى المسافة البعيدة التي استطاع عمر الاتصال العقلي من خلالها وهو ما يستند إلى نشاط روحي قوي ومميز لدى عمر،

الروح البشرية طاقة لازمة لحدوث التخاطر

فالتخاطر وإن كان ظاهرة عقلية تعتمد على استقبال وتحليل الطاقة الكهرومغناطيسية أو بمعنى أدق استقبال الموجات والترددات الصادرة من العقل البشري وتحليلها، فإن ذلك لا يكفي وحده للقيام بمثل تلك الظاهرة التي مر بها عمر بن الخطاب دون وجود قوة معاونة ذات قدرات مميزة.

ونقصد بالقوة المعاونة الروح البشرية والتي تمثل الطاقة اللازمة لمضاعفة الحواس البشرية آلاف المرات عما هي عليه، كما أنها تنتقل بالحواس إلى أماكن بعيدة وعوالم مختلفة وتستقبل وترسل العديد من المعلومات من ومع الآخرين، وهو ما نلاحظه في أحلامنا وأحلام الآخرين من نشاط روحي يتم فيه الاتصال بأرواح الموتى والحديث معهم في عالمهم والانتقال إلى أماكن بعيدة أو رؤية من نحب في بلاد أخرى.


No comments